الجمعة 5 ديسمبر 2025 | 03:27 م

صفوت عبدالعظيم يكتب: الانتقال إلى “المرحلة الثانية” من اتفاق غزة محاورة وفرصة والعقبات


تحليل فكرة أن دونالد ترامب سيضغط على بنيامين نتنياهو للانتقال إلى “المرحلة الثانية” من اتفاق غزة — فيه عدة محاور وفُرص، لكن مع عقبات جدية. 

دوافع ترامب والضغوط على نتنياهو للانتقال للمرحلة الثانية

ترامب كرّر تأكيده أن المرحلة الثانية “ستُنفّذ قريبًا” وأن الصفقة “تمضي قدمًا”. 

من منظور واشنطن، الضغط المستمر على إسرائيل ضروري “لكي لا تكون مجرد هدنة مؤقتة”، بل “صفقة كاملة ومستدامة”. 

المرحلة الثانية من الاتفاق (بناء إدارة مدنية في غزة، انسحاب إسرائيلي، وربما تسوية سياسية/أمنية أوسع) تنطوي على ما تعتبره الولايات المتحدة — وبينها ترامب — إنجازًا كبيرًا لحل أوسع للصراع. 

كذلك، يبدو أن واشنطن مستعدة لاستخدام “ورقة ضغط” — دبلوماسية أو اقتصادية — لإجبار إسرائيل على الالتزام، لأن “صبرها بدأ ينفد”. 

لماذا قد يتردد نتنياهو – والعقبات أمام التقدم

من جهة الحكومة الإسرائيلية، ثمة مقاومة داخلية قوية: بعض شركاء الائتلاف  من اليمين المتشدد  لا يريدون انسحابًا من غزة أو حلًا يُضعف سيطرة إسرائيل. 

حسب تقارير، الحكومة الإسرائيلية “لم تكن قط أقرب إلى المرحلة الثانية” مما كان يُتصور، رغم الضغوط الأميركية. 

من جهة فنيّة، هناك قضايا مؤجلة: تحديد من سيحكم غزة بعد الحرب، كيف سيتم نزع سلاح الجماعات، وكيف سيتم ضمان أمن إسرائيل، وهذه ملفات معقدة — ونتنياهو يحذر من “فتح أبواب جهنم” إن لم تُحل هذه القضايا. 

كذلك، أي خطوة نحو المرحلة الثانية من دون ضمانات كافية أو رضى داخلي قد تثير احتجاجات داخل إسرائيل، أو تضع الائتلاف الحكومي في مأزق. 

مَن يستفيد ومَن يخسر من الضغط الأميركي

مستفيدون محتملون:

واشنطن (ترامب) من جهة، لأن نجاح الصفقة يعزز من وزنها كوسيط دولي، ويُعطي إنجاز سياسي.

أجزاء من المجتمع الدولي والدول العربية التي تفضل إنهاء الحرب واستقرار غزة.

المدنيون في غزة الذين قد يستفيدون من تخفيف القتال وإعادة إعمار أو إدارة مدنية مستقرة.

خاسرون محتملون أو مترددون:

اليمين الإسرائيلي المتشدد، الذي يرفض تخلّي إسرائيل عن السيطرة الكاملة على غزة.

بعض جماعات داخل إسرائيل ترى أن التنازل يُهدد الأمن القومي.

أيضاً إذا تمت الصفقة بسرعة قد تُثار تساؤلات حول مصير سكان غزة، حق العودة، وهوية الحكم — ما قد يولّد غضب فلسطيني أو عربي.

سيناريوهات محتملة في المرحلة القادمة

سيناريو “ضغط مستمر  بالاضافة إلى تراجع تكتيكي”: ترامب يرفع من الضغوط (دبلوماسياً، إعلامياً، وربما عبر حوافز/تهديدات) ولكن نتنياهو يُماطل، يتفاوض بشروط صعبة، وربما تؤجل المرحلة الثانية عدة أسابيع أو أشهر.

سيناريو “صفقة مرحلية ولكن هجينة”: الانتقال للمرحلة الثانية لكن مع تنازلات كبيرة: انسحاب محدود، إدارة مشتركة أو دولية جزئية، إبقاء إسرائيل لبعض السيطرة، في محاولة لتجنب انهيار الائتلاف.

سيناريو “فشل الصفقة”: رفض إسرائيلي حاد، تصعيد عسكري جديد، وربما انهيار الهدنة — خصوصًا إذا لم تُلبَّ مطالب العائلات داخل إسرائيل أو إذا ساءت الأوضاع الأمنية في غزة.

سيناريو “حل سياسي أطول”: إذا نجحت المرحلة الثانية، قد تتوسع المفاوضات لتشمل إعادة إعمار غزة، حكم مدني، وربما ترتيبات إقليمية — لكن هذا يتطلب وقتًا وصبرًا دوليًا وسياسياً.

نعم من الناحية النظرية، ترامب يملك أوراق ضغط حقيقية على نتنياهو، وهناك مصلحة أميركية ودولية كبيرة لإطلاق المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
لكن الواقع السياسي داخل إسرائيل، وحساسيات الوضع على الأرض (أمن، إدارة، مقاومة) تجعل الانتقال ليس مضمونًا، وقد يتحول إلى مفاوضات طويلة أو مراوغة.
الاحتمالات تبقى مفتوحة: قد تنجح الصفقة بظروف مناسبة، أو تفشل إذا تفاقمت معوقات الاحتلال الداخلي والسياسي.
في نهاية المطاف، نجاح أو فشل المرحلة الثانية سيعتمد على مدى استعداد جميع الأطراف — الولايات المتحدة، إسرائيل، الفصائل الفلسطينية، وربما دول إقليمية للتنازل، وتحمّل تكلفة اتفاق طويل الأجل

استطلاع راى

هل ترى أن مكافحة الفساد يجب أن تكون الأولوية القصوى لأعضاء البرلمان القادم؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5445 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image